أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

صحيفة: لقاءات أمير الكويت وعدد من السفراء بوفد دون أخر في مفاوضات الكويت يمنحه شرعية دولية والقراءة الخاطئة للتفاهمات الحدودية انعكست في المفاوضات

يمنات – صنعاء

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن ما يُبقي وفد صنعاء في الكويت و يثنيه عن العودة هو «احترام الدولة المضيفة».

و نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة على سير المفاوضات” أن الوفد تريث بعد لقاء ممثليه بأمير الكويت، و بعد الوساطة الكويتية التي أعادت وفد حكومة هادي إلى التفاوض.

و اعتبرت أن المفاوضات أقرب إلى «الشهامة» و «ردّ الجميل» منها إلى السياسة أو إلى لمس تقدم جدّي من الاستمرار في التفاوض.

و لفتت الصحيفة إلى أن «أنصار الله» ذهبوا إلى المفاوضات في ضوء التفاهمات التي عقدتها مباشرةً مع السعودية بعد سلسلة لقاءات شهدتها منطقة ظهران في عسير الحدودية قبل نحو ثلاثة أشهر.

و نوهت الصحيفة إلى أن التفاهمات مع السعودية أوحت من خلال الاتفاقات التي نتجت عنها تهدئة حدودية و تبادل للأسرى بإمكانية التوصل إلى إيقاف الحرب بصورة تامة. إلا أن الوضع اختلف بعد انطلاق المفاوضات.

و أشارت أن عجلة الحلّ بدت بعد انطلاق مفاوضات الكويت تسير إلى الخلف.

و أشارت إلى أن الرياض التي تعاطت بإيجابية إلى حدّ ما خلال التفاهمات الحدودية، عدّلت فجأةً عن سلوكها الطارئ.

و قالت الصحيفة، أن التفسير الأكثر ترجيحاً لهذا التغيّر هو القراءة الخاطئة للتفاهمات الحدودية، حيث اعتقدت أنها «هرولت» باتجاه إعلان وقف الحرب وأنها تسرّعت في منح خصمها مكاسب. فالطرف السعودي تعهّد بنقاط عدة في التفاهمات المباشرة، إلا أن ما يبدو الآن هو أنه أوعز إلى مواليه اليمنيين في المفاوضات بالمطالبة بقضايا قديمة و من خارج الأرضية المشتركة التي توصّل إليها مع «أنصار الله»، من قبيل الاعتراف بشرعية هادي الذي يُعد العقدة الرئيسية في المحادثات الآن، ما ظهر وكأنه طريقٌ إلى العرقلة ليس إلا.

و نقلت الصحيفة عن مصدر قيادي في «أنصار الله» ارجاعه نكوص السعودية عن التزاماتها والمساهمة بتعثر المفاوضات إلى تفسيرين، أولهما استمرار الاختلاف بين أصحاب القرار في المملكة حول استمرار الحرب أو توقفها. ثانياً، هو نظرة السعودية إلى الملفات الإقليمية كسلّة واحدة، ما يزيد خشيتها من تقديم أي تنازل يفهم بكونه انكساراً يلقي بظلاله على الملفات الأخرى.

و بحسب القيادي فإن مفاوضات الكويت بالإضافة إلى التفاهمات المباشرة مع السعودية، معرّضة للانهيار في أي لحظة.

و اعتبرت الصحيفة أن ذلك يعني أن اليمن الذي عرف هدوءاً نسبياً منذ نحو شهر، قد يرجع مشرّعاً أمام النيران السعودية والخليجية.

و أشارت إلى أن أولى بوادر انهيار التهدئة، ولا سيما على الحدود، كان إطلاق صاروخ باليستي من الأراضي اليمنية إلى الداخل السعودي للمرة الاولى منذ الاتفاقات الأخيرة.

و يعتبر «أنصار الله» هذه الخطوة في خانة «حق الرد» على الانتهاكات الجوية المستمرة.

و حسب الصحيفة، فإنه بالرغم من احتمال العودة إلى الحرب، ترى حركة أنصار الله أن السعوديين لن يكونوا بالحماسة السابقة نفسها، من باب قول المصدر القيادي: «استطعنا التأثير في بعض مصادر القرار السعودي نتيجة الصدقية التي تعاملوا بها في تفاهمات الحدود وفي اللقاءات التي شهدتها مسقط».

و لفتت الصحيفة أن أنصار الله ابدوا ليونة من خلال ابدأ الاستعداد لتنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي إلى انسحاب الميليشيات من المدن وإلى تسليم السلاح للحكومة وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. لكنّها قبل الخوض في أيّ من هذه النقاط، تريد تشكيل حكومة توافقية تتولى هذه الإجراءات التي ستصبح «تفصيلية» بعد تشكيل الجهة الشرعية، بحسب ما أكدت الحركة مرات عدة.

و قالت الصحيفة: بالرغم من «تعليق» الحرب ظاهرياً، استمرّت انتهاكات وقف إطلاق النار جوّاً وبرّاً، فضلاً عن الحدث الأهم على المستوى اليمني في الأيام الماضية، وهو إعلان البنتاغون وصول قوات أميركية إلى قاعدة العند في لحج جنوبي البلاد تحت عنوان «دعم الإمارات في قتال تنظيم القاعدة»، إلى جانب معلومات عن وصول قوات فرنسية إلى منطقة بلحاف في شبوة.

و أشارت إلى أن أنصار الله يرون وجود هذه القوات هو احتلال و رغبة في إطالة أمد الحرب.

و بحسب المصدر القيادي في أنصار الله، فإنه كلما طالت الحرب، سيخرج قرار الحرب والسلم من يد السعودية بصورة تامة، و ستجد الرياض نفسها في يوم من الأيام عاجزة عن إطفاء الحرائق التي أشعلتها في اليمن.

و يلفت القيادي إلى أن وصول القوات الأميركية أعقب إعلان التحالف السعودي السيطرة على مدينة المكلا ومدن في محافظة أبين عقب خروج تنظيم «القاعدة» منها بناء على اتفاق و ليس حرب.

و تسأل عن الحاجة إلى وجود بري أميركي؟ و يشير في هذا الإطار إلى أن «الدور الإماراتي يُعدّ الأسوأ والأكثر قذارة» في هذه الحرب، حيث إن الأخيرة «أداة أميركية صرفة»، بالإضافة إلى مطامعها في الجنوب، ولا سيما في عدن.

و على الرغم من العبث الطاغي على سير المفاوضات شهدت هذه الجولة حتى الساعة لقاءات ذات رمزية ودلالة على موقع كلٍّ من الطرفين بعد مرور أكثر من عام على الحرب. فلقاء وفد «أنصار الله» و«المؤتمر» بأمير الكويت، ثم بالسفير السعودي في اليمن أمس، بالإضافة إلى لقاءين موسّعين مع سفراء الدول الـ 18 الراعية للعملية السياسية في اليمن ولقاءات أخرى مع سفراء دول مجلس الأمن، كلّها ساعدت في نقل الحركة اليمنية إلى حيّز أكثر «شرعية» بالمعنى الدولي والخليجي، بعدما كانت السعودية وتحالفها العسكري يدعوان إلى «القضاء على الحوثيين»، من دون نسيان كذلك الأصوات الخليجية التي ارتفعت قبل مدة داعيةً مجلس التعاون إلى إدراج «الحوثيين» على «قائمة الإرهاب» أسوةً بحزب الله.

زر الذهاب إلى الأعلى